القيادة بوصفها ممارسة، عنوان الورشة الثانية من زمالة قادة العراق ٢٠٢٣

Font size:
Print

نفّذ معهد الدراسات الإقليمية والدولية (آيرس) في الجامعة الأمريكية في العراق - السليمانية، الورشة التدريبية الثانية من زمالة قادة العراق ٢٠٢٣ بحضور ٤٨ مشاركاً من أصل ٥٠ مشاركاً قبلوا في هذه الدفعة من جميع أنحاء العراق وإقليم كوردستان.

وبعد ورشةٍ تدريبية أولى تمكّن فيها المشاركون من تعريف هدف القيادة الخاص بهم وبناء فلسفتهم في القيادة وبناء مجاميع تقوم على وحدة الهدف والقيم المشتركة، انخرط المشاركون في زمالة قادة العراق ٢٠٢٣ (الدفعة السادسة) بسلسلة نشاطات الورشة الثانية التي ركزّت على القيادة بوصفها ممارسة يومية يحتاج لها القادة الشباب في المسارين السياسي والاجتماعي. تضمنت هذه النشاطات تدريباتٍ على مهارات إدارة الفِرق ومهارات التواصل مع الجمهور ومهارات التفكير البّناء على المستوى الشخصي والجماعي، كما تضمنّت النشاطات جلسات عصف ذهني وجلسات محاكاةٍ قدّم فيها المشاركون خلاصة جهدٍ عملوا عليه خلال أيام الورشتين وما بينهما.

تسعة أعوامٍ قضيتها مشاركاً في هذا النوع من البرامج وورش العمل، وأقولها دون مبالغةٍ بأنني أرى للمرة الأولى هذا النوع من الاهتمام بالمشاركين من قبل المدربين والمشرفين على البرنامج. لم نشعر بالوقت أبداً

في مسار الناشط الاجتماعي، افتتحِت النشاطات بجلسة تدريبية حول إدارة التنوّع، قدّم فيها المدرب همام رجب مدير قسم الوقاية من النزاعات وحلها في معهد دي تي إرشادات وخطواتٍ عملية للتجرد عن التحيزات الشخصية اللاواعية وأهمية القيادة دون استبعاد أحد من أعضاء الفريق أو أصحاب المصلحة أو الأفراد في المجتمعات المحلية، بينما شهد اليوم نفسه تدريباً قدمته المدربة زينب قاسم خبيرة التطوير المؤسسي في منظمة بيس باراديمز، عن الأمور الواجب على الأشخاص والمنظمات اتباعها لبناء ثقة مستدامة بينهم وبين فرقهم ومجتمعاتهم المحلية. بالإضافة إلى ذلك، تضمنت التدريبات التي قدمها المدربان بمساعدة المدرب المساعد محمد الحكيم خريج الدفعة الثالثة من زمالة قادة العراق، جلساتٍ حول مهارات التحضير للخطابة العامة وفهم المقاومة التي يبديها الأفراد تجاه التغيير. أما على الصعيد العملي، فقد استخدام المشاركون مهارات التفكير التصميمي - وتحت إشراف فريق التدريب – لوضع اللبنات الأساسية لحملات المناصرة للقضايا التي تبنوها، والتي تركزّت في خمسة مواضيع هي: التوعية بالتغير المناخي، التمكين الاقتصادي للعوائل المتعففة، إعادة النازحين، محاربة الابتزاز الإلكتروني، وتوفير فرص العمل للشباب.

أما في مسار الناشط السياسي، فقد قدّم المدرب حسام فاخوري خبير القيادة والتواصل تدريباً عن استخدام الذكاء العاطفي في القيادة، فيما قدّم المدرب محمد المؤمن المتخصص في السرد القصصي الرقمي وصحافة البيانات تدريباً عن استخدام السرد في القيادة وفقاً لمنهج مارشال غانز المعتمد في كلية هارفرد كيندي للقيادة. وكما حدث في المسار الاجتماعي، فقد أشرف المدربان ومعهما المساعدة كوردستان عبد العزيز خريجة الدفعة الخامسة من البرنامج، على جلسات استخدام التفكير التصميمي ومهارات التفاوض في كتابة البيانات السياسية وتقسيم الأدوار داخل التحالفات التي شكلّوها في الورشة الأولى.

استفدنا بشكل كبير من هذه الورشة وما ركزّت عليه من مواضيع سياسية مهمة، لكننا لا زلنا نتطلع لمواضيع أعمق في الورشة القادمة

وشهد اليوم الأخير من الورشة، جلسة محاكاةٍ قدم فيها المشاركون في المسار الاجتماعي ملخصاً عن حملاتهم لزملائهم في المسار السياسي لحثّهم على تبنّيها وإدخالها ضمن برامجهم سواء في إطار المحاكاة داخل زمالة قادة العراق أو ضمن مشاريعهم السياسية المستقبلية. تخللت العروض التقديمية التي قدمها المشاركون جملةٌ من الأسئلة والنقاشات بين المسارين وتحت إشراف المدربين وفريق البرنامج. 

من الرائع ان يكون لدي شركاءٌ وزملاءٌ وقادةٌ يسعون ويحاولون لتحقيق التغيير  بأفضل النتائج. أدرك تماماً ان حققناه خلال الأيام الماضية لم يكن ممكناً من دون تفاعل الجميع وإثرائهم للطرح، من مدربين وقائمين على المشروع ومتدربين، نتطلع الى مستقبل مليء بالنجاح والانجاز

جدير بالذكر إن برنامج زمالة قادة العراق الذي ينفذه معهد الدراسات الإقليمية والدولية (آيرس)، قد طوّر خلال السنوات القليلة السابقة منهجاً رصيناً في القيادة بما يتلاءم مع الواقع العراقي، إذ تركّز مفردات هذا المنهج على تجهيز القادة الشباب من الجنسين بالمهارات التي يحتاجونها للعمل على تحسين واقع مجتمعاتهم المحلية سواءً من خلال الأنشطة الاجتماعية او السياسية. بالإضافة إلى ذلك فإن البرنامج يوفر إطار محاكاةٍ يطبّق فيه المشاركون المهارات التي اكتسبوها للاستثمار في تجربة التعلم من الأقران.

 
Related Posts