التواجد الأمريكي في العراق: المواقف الصادرة عن الأحزاب السياسية العراقية

Font size:
Print

في خضم المحادثات السياسية الجارية بشأن التصعيدات بين الولايات المتحدة وإيران وتبعاتها على التواجد الأمريكي في المنطقة، لم يولَ اهتمام كاف للفوارق الدقيقة بين مواقف الأطراف السياسية العراقية المختلفة من تلك المسائل. وربما يعود سبب ذلك إلى أن صنّاع السياسات قد افترضوا أن إيران – في نهاية المطاف – ستملي على الفاعلين السياسيين الرئيسيين في العراق سُبُل المضي قدماً، وبالتالي فإن أية دراسة متأنية للمواقف المتباينة للأحزاب المحلية لن تكون ذات مغزى. ولكن التاريخ الحديث في العراق قد أظهر لنا أن حتى الجماعات الأوثق صلة بإيران تعمل حسب أهدافها السياسية ومصالحها الاستراتيجية الخاصة، بينما تتنافس في الحين ذاته فيما بينها باستمرار على النفوذ والموارد الاقتصادية‍. وإذا نظرنا إلى اللحظة الراهنة، فلا يمكننا إنكار أن وحدة رمزية قد نشأت دون شك بين الأحزاب الشيعية الرئيسية في مواقفها المعادية لأمريكا والموالية لإيران. وإن القرار غير الملزِم بطرد القوات الأمريكية من العراق قد شاركت به جميع الأحزاب الشيعية تقريباً، فيما عدا ائتلاف النصر الذي يقوده حيدر العبادي. ومع ذلك، فإن المصالح السياسية والاقتصادية المتضاربة منذ زمن طويل بين الكتل الشيعية المتعددة تجلّت وستظل تتجلى بأشكال علنية وخفية، ولها تداعيات مهمة على إمكانية إخراج القوات الأجنبية. في هذه الأثناء، كان موقف الفصائل الكردية حرجاً للغاية. فقد حضر ممثلون من الحزبَين الكرديين الرئيسيين مراسم تأبين سليماني في أربيل وبغداد، إلا أنهم في الحين ذاته أشاروا إلى أنهم سيعارضون حدوث أي تغيير في وضع القوات الأمريكية. وجاءت مواقف الأحزاب السنيّة العربية متوافقة مع الموقف الكردي، إلا أن الانقسامات المزمنة بين فصائلها تعني أن أية محاولة في التكهن بمواقفها النهائية ستكون سابقة لأوانها. أما حركة الاحتجاجات، فقد حاولت النأي بنفسها عن الصراع الأمريكي – الإيراني برمّته. وإن التأثير السياسي الذي كافحت حركة الاحتجاجات من أجله وحصلت عليه بعد أشهر من المظاهرات قد أعيق كثيراً بسبب التطورات الأخيرة، ولكن هناك موجات جديدة واعدة من الاحتجاجات. نورد أدناه تحليلاً للمواقف الناشئة للجهات الفاعلة السياسية المتنوعة في العراق

نُشرت هذه المقالة في الاصل باللغة الإنكليزية وبالاشتراك مع مركز لندن للشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصا

انقر هنا أو على غلاف المقال أدناه، للحصول على الملخص الكامل